التاريخ : 2017-10-29
دراما المنتخب السوري
د.محمد مطاوع
رغم الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها سورية، إلا أن الدراما (الشامية) ما زالت تحتفظ بمكانتها، من خلال عدد كبير من الأعمال الفنية التي جالت الفضائيات العربية من المحيط إلى الخليج، متسامية على كل الظروف لتقدم الوجه الجميل للفن السوري.وعلى مسار متواز، يسير المنتخب السوري لكرة القدم بشكل ثابت، مقدما دراما لا تقل عن باب الحارة أو الدبور وطوق الياسمين وغيرها، من أيام عسل، وأخرى مجبولة بالمرار، لوّع من خلالها عشاق القميص العربي، في الطريق إلى ملحق المونديال، وبشكل إعجازي غلب فيه الظروف القاهرة بعدم اللعب على أرضه، وضعف التمويل، وهروب المدربين وحتى اللاعبين النجوم عن تمثيله.وكما هو الحال في المسلسات، فهناك حبكة ما تغير الأحداث، وتحقق ذلك بعودة عدد من الطيور المهاجرة إلى بوتقة المنتخب، للمساهمة في تحقيق حلم طال انتظاره، وبشكل خاص النجم عمر السومة الذي فضل المساهمة مع الرفاق في جولات الحسم، إلى جانب القائد فراس الخطيب.
مواجهة الحسم مع المنتخب الإيراني بدت أصعب بكثير مما توقعه المراقبون، خاصة بعد ضمان منتخب إيران التأهل والمركز الأول دون النظر إلى نتائج الجولة الأخيرة، وقدم الإيرانيون مباراة حياة أو موت، وكأنهم يلعبون على نهائي كأس العالم، في رد بدا واضحا على احتمالات التساهل مع سورية، لمساعدتها في الوصول إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، ودعم موقفها السياسي وسط الظروف الحالية.الدراما السورية تجلت خلال دقائق المباراة، ما بين التقدم، ثم التعادل ثم التأخر، وفي الثواني الأخيرة يقول عمر السومة كلمته، ويسجل هدف التعادل الذي أبقى على آمال التأهل من خلال الملحق، ووحد السوريون في الداخل والخارج، والعرب من ورائهم الذين أسعدهم هذا الفوز.نأمل أن يواصل المنتخب السوري مكاسب العرب في المونديال بعد التأهل السعودي الرائع، وأن يزيح المنتخب الأسترالي عن طريقه بعد أن استفرد ببطاقة الصعود للمونديال منذ دخوله للقارة الآسيوية، وأن تكمل منتخبات افريقيا العربية مصر وتونس والمغرب مشوار الفرحة، للوصول بأكبر عدد من ممثلي العرب إلى هذا المحفل العالمي. عدد المشاهدات : [ 12125 ]